الجمعة، 22 يوليو 2011

لنا حديث فيما بعد


يحكى أن طفل صغير تشاقى في وجود ضيوف فنظرت له أمه بقسوة قائله


" لنا حديث فيما بعد " وفهم الطفل المقصود حينها جيدا ...


فجلس مؤدبا حتى غادر الضيوف و أنتظر.. ثم انتظر ... ثم انتظر



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



لكن بلا جدوى ! فذهب إليها باكيا :







" أمي اضربيني الآن فلم أعد أستطيع الإنتظار" فضحكت الأم واحتضنته




تعلمت من صغري أن لا ضرر في الضرب بل
في حرق أعصابي انتظاراً له , و في هول أفكاري التي تفتح مائه باب
أمامي للقادم المرعب , وقست الأمر على شئ أخافه .." الموت والقبر "



فلا ضرر ان أموت فجأة او أموت شابه بل في انتظاري له!

فالطفل لم يكن ليقلق لو لم يسمع ملاحظة أمه و أنا لم أكن لأقلق لو

لم أكن أعلم بــ " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لاترجعون "
منذ طفولتنا ونحن يتبادر إلى مخيلتنا الموت ونخاف منه ونخاف على أنفسنا من موت يتبعه عقاب
اليوم كبرنا والخوف الذي بداخلنا لم يعد يدفعنا للهرب والبكاء بل المواجهه فأين سنهرب من قدر !






نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



لم أعد أنتظر الموت بل أسعى إليه , ليس بالانتحار بل بالإستعداد له ... ولم أعد انظر له كنهاية مرعبة بل
كـ باب يأخذني إلى الله , فعلياً أن اخرج بثوب أبيض من هنا


مهما كلفني الأمر ...


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وأن أحيك ذلك الثوب بخيوط لا تهترأ أبدا ولا تتمزق جراء ضربات الدنيا به وعثرات الزمن ... ماذا أعددت لخيوطي التي سأحيك!
سؤال صعب بحد ذاته ... فهل الله راضٍ عني ؟ وهل يكفي الشوق للقاء الله وما العمل الذي يترجمه ..!


~عجباً لك يا ابن آدم~
... عندما تولد يؤذن فيك من غير صلاه . عندما تموت يصلي عليك من غير آذان .
... عندما تولد لا تعلم من الذي أخرجك من بطن أمك. وعندما تموت لاتعلم من الذي حملك علي الأكتاف. 
...عندما ولدت تغسل وتنظف . وعندما تموت تغسل وتنظف .
...عندما تولد تفرح لك عائلتك . وعندما تموت تحزن عليك عائلتك
... خلقت يا بن آدم من تراب . فسبحان الله الذي يجعلك بعد الموت في التراب .
... عندما كنت في بطن امك كنت في مكان ضيق وظلمه . وعندما تموت تكون في مكان ضيق وظلمه .
... عندما ولدت يغطوك بالقماش ليستروك . وعندما تموت يكفنوك بالقماش لكي يستروك .
... وعندما ولدت وكبرت يسألك الناس عن شهاداتك . وعندما تموت لا تسأل الا عن عملك الصالح فقط .



فماذا أعددت للقاء الله ..؟!





نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اللهم ارحمنا واغفر لنا وتقبلنا بقبول حسن